الجمعة، 26 ديسمبر 2008

لحظه مجنـــونة و جرأة مفقــوده


بينما كنت في القطار قاصدا لندن لقضاء عطلة نهاية الاسبوع بعد اسبوع عمل ممل ومتعب
وكنت في امس الحاجه للراحه النفسية
قررت الذهاب لوحدي متمنيا ان اجد الراحه التي ابحث عنها
وكنت استمع الى الايبود وكنت اتعايش مع الاغاني التي اسمعها
لا توجد امرأة في قلبي
ولكنني اتخيل الامرأة الجميلة ذات الابتسامه الساحره والشعر الاسود الطويل الكثيف والطول المتوسط والعيون سوداء تسحر من ينظر لها
لكي اتعايش مع الاغاني التي اسمعها فقط
اتخيلها حبيبة قريبه الى نفسي ... تفهمني من نظرة ... تسمعني بكل شغف .... تضحك معي على نكاتي العادية .... تتباع تحركاتي وتدرك ما افتقده دون ان اصرح به .... اتخيلها بصفات عديدة .... ورغم الصوره الضبابية التي تجول بخاطري الا انها بالنهاية تكون لي نصفي الآخر تكملني واكملها .... نتفق ونختلف
أبحر في عالم الخيال حتى تصل علاقتنا الى العتب عندما اسمع اغنية (دنيا الوله) لعبدلله الرويشد و (متغير كلامك) لنوال , وقمه الصراحة بيننا عندما اسمع اغنية من (بين الناس) و (غريب) لعبدالكريم عبدالقادر


فهل اطلب الكثير ... هل انا انسان مفعم بالخيال ... شديد الرومانسية ... ام اني مجرد رجل يبحث عن من يؤنس وحدته ويشاركه يومه
هذا الخيال استمتع به منذ زمن بعيد فهذه طريقتي للاستمتاع بالاغاني ولا استمتع الا من خلال هذا الخيال.
بينما انا كنت في قمة التحليق وخلق عالم آخر يحتويني وحدي
واذا القطار يقف عند احدى المناطق القريبه من منطقتي
واذا بذلك الجمال الرباني يقبل نحوي وانا جالس مستغرق مع افكاري واغنية لحنها يبحر بي بعيدا

وينطبق عليها وصف الاعرابي الذي يتغزل في امرأة عندما قال
أن هدير البحر بعينيها.. ولهيب الجمر بخديها..وصفاء التبر بشفتيها.. ونسيم الفجر برقتها.. واللؤلؤ معدن فكيها.. والسكر بطن كفيها.. إن مرت شعشعت الأنوار..أو هلت أزهرت الأغصان..أو أنست غردت الأطيار.. وفيها من سحر الشرقية.. وفيها من فن الغربية، سبحان الخالق، ما هي إلا انس في صورة حورية..ملك في حلة إنسية.. نور في بحر الأبدية..
فلقد قتلتني بالرمشين.. ذات العينين الساحرتين..
عند هذه اللحظة اوقفت الايبود وقلت لنفسي ليتها تجلس امامي ورايت من حولي واذا فالمكان مزحوم والناس كثيرون
وبينما هي تتجه الى المكان الخالي امامي رأيت انني وضعت حقيبتي بالمقعد المقابل لي فأسرعت وحملتها بعيدا متيحا الفرصة لها حتى تستطيع الجلوس امامي دون ان تدرك هي ما الم بي من فضول
وحدث ما تمنيته فجلست امامي
وليتها لم تجلس
جميع الاوصاف التي كنت اتخيلها وجدتها في هذه الامرأة الجالسه امامي لا يفرق بينني وبينها إلا اشبار قليله
وقد فاح عبق عطرها الأخاذ ليلتصق بذهني ويرتبط بتلك الملامح الناعمة
حينها فقط شكرت نظارتي السوداء التي اخفت نظراتي المتفحصه لها لكي اتمعن بهذا الوجه الجميل من غير ان ينتبه
لي
ووضعت سماعة الايبود على اذني بينما اسمع الاغاني التي استمتع بها وارى الجمال التي اتخيله مع الاغاني شعور جميل لا يوصف مر الوقت سريعا بينما انا
اسمع باذني وارى بعيني لكن الخيال يختلف كثيرا عن الواقع

وتساءلت ماذا لو .... ماذا لو ملكت الشجاعه
وابتدأت معها الحديث ...اي حديث ....
ماذا لو كنا معا لوهلة .... نتواصل بالكلمات ... ونتشارك بالأفكار

ماذا لو تشاركنا اكثر ... واقتربنا اكثر .... وباتت الأمور لها شكل اخر ... ومنحى مختلف وبدأت برسم صورة مختلفة ... لوحة جميلة لكل اللحظات التي سوف تجمعنا ... والأحاديث التي سوف تشغلنا ... تضحكنا وربما تحزننا
والأجواء التي سوف تبهرنا ... والأروقة التي سوف تسمع صدى خطانا معا .... والشجرة التي سوف نستظل بظلها .... واللون الذي سوف ينعكس على ملامحها وآنا احادثها ..... والكثير الكثير
واذا بالقطار يقف عند احدى المحطات وافيق من خيالي بينما هي تأخذ حقيبتها مغادرة كرسيها راحله ... مبتعدة الى وجهة لا اعلمها
بينما انا لا زلت جالسا هنا ... دون حراك .... يملكني الخيال ... ولا شي غيره
لم املك الجرأة .... لم اخطو الخطوة .... ولم انتهز الفرصه فعندما يعجبني ما اراه ... تتعطل لغة الكلام لدي .. ويفقد الحرف معناه عندي... ويســود الخـجــل في شخصيــتي .... ثم انتبهت اننا قد غادرنا المحطه
وتركتها هناك .... تركتها ترحل

وتبقى مجرد خيال للحظة مجنونه افتقدت بها الشجاعه ... وامتلكت الحلم بان اكون حيث تكون
------------

هذه القصه ابداع من ابداعات الزين