الأحد، 9 أغسطس 2009

عِـنْـدَمَـا أحْـبَـبْـتُـكِ


ماذا ترى لو يعلمونْ ..

هؤلاء الجالسون
جوارنا..
والواقفونْ ..

حول طاولةٍ تحفُّ
بها المشارب.. والصحونْ

زوجكِ المشغول بالأكل
هناك ..
وزوجتي ..
والآخرونْ !

يتحدثون .. ويلغطون ..
ويأكلون .. ويشربونْ ..

لا يلحظونْ ..

أنـَّا هناك ..صامتونْ !

نتبادل النظراتِ في قلقٍ
ونأكل .. في سكونْ !

ونقلـِّب الذكرى التي..
أكلت دفاترها السنونْ !

* * *

لا تتركيني !..خلِّي عيونكِ تستقرُّ
على جبيني..

عدِّي حبيباتِ العرقْ !

اقرأي ضعفي..
ويأسي..
وشجوني !

وتأملي الأحزان في
لون عيوني !

هل ذلك الرجل الذي
قد كان يعشق..
في جنون ِ !

لا تطرقي ..
لا ..تتركيني ..

مرِّي على جوع شفاهي..

انفضي منها غبار
الملح..
أو .. عفن السكون ِ !

ألقي عيونكِ في
ضياع يدي..
ناجي بكاء أصابعي
الملقاة ما بين الصحون ِ !

تأمليني..

ألقي الحنين .. على الحنين ِ !

خلِّي عيونكِ مثلما
باعت قديماً ..
تشتريني !

* * *

هذه .. هي زوجتي !

غيورة ٌ جدا ً ..
تكاد تغار من أمي
وباقي اخوتي !

تأملي نظراتِها ..

نظرة ٌ جهة النساء ..
ونظرة ٌ .. جهتي !

ماذا ترى لو علمتْ ..
أن جارتها على الكرسي..
كانت .. فتنتي !

وأنا شربت كثيراً
قبلها ..
من شفتي !

وأنني ما زلت أخزن
عطرها ..
في رئتي !

وأنها ..
لولا ظلام دروبنا..
كانت ستصبح .. زوجتي !

* * *

عيناكِ ذابلتان
يا عمري..
ووجهكِ شاحبُ !

أين في عينيكِ
ذاك الحلم ..
ذاك النور ..
ذاك القاربُ ؟

أين شمسا ً ..
كنتُ أحسب أنها..
لا تغربُ !

ما بال دمعكِ
بين جفنيكِ ..
يروح .. ويذهبُ !

كنتُ أعلم أنه
رجلٌ .. دنئ ٌ .. كاذبُ !

فبأي ربح ٍ .. بعتِني
من أجله ..
وتركتِني أتعذبُ !

عامان مرَّا
من زواجكِ منه..
هذا الثعلبُ !

فهل فهمتِ الآن
أن الحب .. ليس يُركـُّبُ !!

أنا لست أشمت فيكِ ..
لكني .. جريحٌ ..
غاضبُ !

فلتبكِ عمركِ ..
ضاع في منفاه ..
واحترق المدى ..
والكوكبُ !
" محمــد حســن عـلـوان"